السبت، ١٩ أيار ٢٠٠٧

Viva O 25 de Abril sempre

Grândola, vila morena
Terra da fraternidade
O povo é quem mais ordena
Dentro de ti, ó cidade
Dentro de ti, ó cidade
O povo é quem mais ordena
Terra da fraternidade
Grândola, vila morena
Em cada esquina um amigo
Em cada rosto igualdade
Grândola, vila morena
Terra da fraternidade
Terra da fraternidade
Grândola, vila morena
Em cada rosto igualdade
O povo é quem mais ordena
À sombra duma azinheira
Que já não sabia a idade
Jurei ter por companheira
Grândola a tua vontade
Grândola a tua vontade
Jurei ter por companheira
À sombra duma azinheira
Que já não sabia a idade
Grândola, swarthy town*
Land of brotherhood
'Tis the people who command the most
Inside of you, o city
Inside of you, o city
'Tis the people who command the most
Land of brotherhood
Grândola, swarthy town
On every corner, a friend
In every face, equality
Grândola, swarthy town
Land of brotherhood
Land of brotherhood
Grândola, swarthy town
In every face, equality
'Tis the people who command the most
In the shadow of an holm oak
That none now know its age
I swore to have as my companion
Grândola, your will
Grândola, your will
I swore to have as my companion
In the shadow of an holm oak
That none now know its age

Portuguese fragments for Intimacy


1) Porto in the first moments of the sunrise. The first rays of light are graciously caressing the way of the soothsayer to Sao Bento: Palacio do Cristal, Cordoaria, Praca de Republica and Batalha. I knew these streets since eternity; I came here to visit in every previous life. I live in Porto and Porto lives in me. We are both familiar to each other like restless seagulls. The Douro takes the Light to the Atlantic under the careful gaze of Raul Brandao. And there the river meets the ocean. Indifferently and since ever.
2) The smell of the Portuguese coffee is plainly strong. The smell of that unique and forgotten café on the way to Foz was way too strong. The air carrying the salty droplets of sea water kept spraying my face and that of Raul Brandao. He stood there staunchly guarding the Lighthouse. And I was compelled to return to the land of the pale sun.
Porto ’s trilogy often visits me in the land of the cold. A mighty Light spelled with the breaking of dawn, a crushing smell of burning stones and a helplessly intense coffee- all these look as real as a guided tour in the Serralves orchestrated by Elsa on a Saturday afternoon.
3) My heart is still flying above Lisbon : Blessed be this stranger, plowing right now the streets of Lisbon and deliciously steeling a first look into a small book of verse by Alvaro do Campos .


Leipzig April 2007

Plastic surgery loan


I went to Lebanon terribly haunted by the idea that the country was on a knife-edge track. From the land of the pale sun (i.e. Germany), the country seemed to be sliding into some scary unknown. I arrive there only to find out that the country was still nearly the same and people seemed to care less about what's going on around them( whether you call it absurd carelessness or irritating ignorance ). The occupation of downtown by the honorable men of the divine victory (and their pro-Syrian allies: Michel Aoun's group, etc) only fueled contempt among the owners of the shops of that area. The Solidere's neighborhoods have been mostly deserted ;but few meters away the souk of Gemmayzeh is buzzing like never before. Indeed and on a Saturday night you could barely find a place to put you feet in that street. The same applies to the neighborhoods of Kaslik, Jounieh and Verdun. And even Abul-Abed could solve this conundrum: Masa'iboo qawmen 3inda qawmen fawa'idoo- and rightly is so!

But some people have a different opinion on things."I never saw a country functioning this well without a government", told me one of my (old time) AUB philosophy professors. It is only functioning because it is a mixture of wild capitalism and a perennial but talented mercantile mentality, I kept on saying to myself.
I mean after all the status quo could be summarized in the following:

Everybody lashing out at everybody. The Saniora's government wanting the tribunal to be created, the parliament speaker has stalled on convening the legislature (to discuss and/or approve the tribunal,etc), and the Syrian-backed Lahoud (whose mandate's extension was coerced by the Syrians in September 2004) has daily memoranda in the newspapers reminding the Lebanese people that their government is unconstitutional since November 2006. The country looks more and more like the "3asfoorieh" (madhouse) as the visionary Mahmud Shreih pointed out once to me.

Still I couldn't believe that it was a real "3asfoorieh" (like the one overlooking Jal-El-Dib) until I saw these billboards (please see below) scattered all along the highways of the happy Beirut.

الاثنين، ١٩ شباط ٢٠٠٧

الدين مرة أخرى

مشكلة البلد الأساسية هي الطائفية. كل عللنا تنحدر من هذه المعضلة أو بالأحرى السوسة التي تنخر مجتمعنا بالطول وبالعرض. خطابنا السياسي يتمحور حول أفكار وطروحات الطائفية وتجلياتها الإجتماعية والثقافية
الطائفية في كل مكان وعلى شاشات التلفزة وأثير الراديوات و حتى في ربطة خبزنا اليومي
أما سطوة رجال الدين فحدث ولا حرج: البطريرك الماروني هو دوما نجم فقرة "أستقبل وودع" بامتياز. أما نهار الأحد فموعدنا الدائم مع عظته البليغة والتي تزخر بالنقد المبطن وغير المبطن في أحوال الدين والدنيا والمؤمنين والمظلومين والكادحين وأهل السياسة والكفر والأدب والتقاليد والإقتصاد وأوضاع العمال وصولا الى اداب المائدة و عيد الفلنتاين وفقرة صحتي ونصائح التغذية الخ
أما بوطقة المفتين والمعممين فهم أيضا مشروع أوركسترا زعيق مستمرة؛ لكن نجوميتهم مهما عظمت فهي تبقى بعيدة بأشواط عن فذاذة وعبقرية و ابتكارية سيد عموم بكركي وضواحيها. ونحن بانتظار أصدار غبطته لعظاته وتصاريحه الشيقة في مجلد ضخم يكون منهلا وتأريخا لحقبة ومصدر وحي للأجيال المقبلة؛ علها تتعظ من جهالة أيامنا وقبحها وتفاهة تجذرنا في أقطاعية الدين وسيفه المسلط على رقابنا

الثلاثاء، ١٣ شباط ٢٠٠٧

ملتقى الأوفياء



ملتقى الأوفياء
الثلاثاء, 13 فبراير, 2007


شاكر الخوري صاحب "مجمع المسرّات" كان يتنادر حتى على أولاده. كان عنده مارون عبود لمّا دخل عليهما إبن له طويل، فقال لمارون: تعرف ماذا انتقيت له وظيفة؟ فبهت سامعه، ثم أضاف: ان يضوّي قناديل البلدية لأنه لا يحتاج الى سلم. طول بلا غلة.
"مجمع المسرات"، فارياق من طراز آخر، كشكول طريف، و صاحبه مطبوع على النكتة القارصة. كان يشتريها بالثمن الموجع كل من يتعرض له، ولذلك هابه معاصروه كما هابوا بشار بن برد. "مجمع المسرات، ترجمة حياة ومذكرات مكتوبة بأسلوب طرافته في بساطته. ليس يسأل صاحبه عن الخليل ولا الفراء. فيه صفحات من تاريخ لبنان ووصف للحياة في عصر مؤلفه، وفيه أشياء من مصر وغيرها من الأمكنة التي حلتها ركابه.
على هذا النحو الرجل بشاري فارياقي، ولو كان في عصر الشدياق وقرأ ركاكته ورطانته ولحنه لشمّرت الحرب عن ساقها. فهو من هذه الناحية فقير جداً جداً.
وأما من ناحيته الشخصية فغنى، إلا أنه يظلّ في الحالين هجاء عصر النهضة، ولوناً طريفاً من الوانه، فكل كتابه نكات ونوادر في "مجمع المسرات"، وصف شاكر الخوري حياته من أولها الى آخرها كما تذكرها، فهو يزعم لنا انه لم يدون شيئاً منها قبل ان فكّر بتأليف كتابه هذا الذي يقع في سبعمئة صفحة من القطع الكبير والحرف الوسط، وفيه حدثنا شاكر الخوري عن "درسه العربي" في "المدرسة الوطنية"، للمعلم بطرس البستاني، قال: كان معلمنا الشيخ ناصيف الشهير. فكان يقول لنا في الصف اول موال عمله، ويبتدئ يعمل "مطلع" على المعنّى، وكان يقول انه هو الذي علم ذاته، وان المعلم بطرس البستاني يعرض عليه تأليفه القاموس "محيط المحيط"، فكان يعطيني الكرّاس المصلح لأعطيه الى المعلم بطرس، وكان يقول لي عند ذلك: انا القاموس السيار. وعند غيابه كان يوكل ولده الشيخ ابراهيم بالدرس. وكان لابساً اي الشيخ ناصيف عمامة سوداء مع قفطان وجبة وصرماية حمراء، يحلق لحيته وهو بسن الشيخوخة، وكان بيته قريباً من المدرسة وهو من المولعين بشرب القهوة والتدخين، وقد كان يعهد إليّ بإشعال سيكارته او غليونه، فكنت اذهب الى خارج الدرس واشعل له الغليون بعد ان ادخّن فيه قليلاً، وكثيراً ما كنت اهمل دروسي ولا اجيب على التساؤلات.
ودليل على قوة بديهيّة شاكر الخوري هذه الحادثة التي رواها. ترك بيروت عام 1907 قبل الميعاد. فسألت عنه المركيزة مدام فراج فقالوا لها انه جنّ لتعطيل شغله، وعاد شاكر وراح ليهنيها بأحد الاعياد فشهقت لما رأته وقالت خبروني انك جننت فأجابها: لو كنت معرضاً لهذا المرض لكنت جننت يوم رأيتك اول مرة.
هذا عن مجمع المسرات
أما نحن فمجمع حسرات
محمود شريح

في فم الحوت

والى متى حالات الترقب المستمرة؟ فلبنان يعيش في غرفة الإنعاش منذ الرابع عشر من شباط 2005. والتطورات السلبية المتسارعة جعلت من الصعب تقويم أي خطوة ايجابية حصلت في مكان ما أو بين لحظة وأخرى . و الإنسحاب السوري - خير مثال على ذلك- لم يستثمر كما يجب وبدا كأنه خطوة ناقصة غير مكتملة
ويبدو أن الجغرافيا قد أمعنت في الظلم حين رمتنا في فم الحوت منذ البدء

الثلاثاء، ٦ شباط ٢٠٠٧

غابة الحق



غابة الحقّ
الثلاثاء, 06 فبراير, 2007

فرنسيس مرّاش صاحب "غابة الحق" كان على قصر عمره [1835 ـ 1874]، زعيماً أدبياً ترك دويّاً إذ اجترأ على نشد الحرية يوم كانت الأفواه مكمومة، والمرّاش ابن بيت علم فأخوه عبدالله عُرف بالفضل والأدب وقد زار مكاتب أوروبا فلندن وباريس ونسخ منها آثاراً عربية أعجبته ورأى فيها فائدة لأبناء جنسه الناطقين بالضاد، وأخته مريانا شاعرة كاتبة.
ولد فرنسيس مرّاش بمدينة حلب واعتلّ بصره في الرابعة من عمره. قال الشعر وهو ابن تسع كما رووا عنه وعن أديب إسحاق وغيرهما. ولما حذق العربية شاء ان يكون طبيباً فتتلمذ لطبيب إنكليزي بحلب، ثم طمح في أن يكون طبيباً قانونياً فرحل الى فرنسا طالبا لهذا العلم، لكنه عاد من باريس مكفوفاً ولم يستفد منها طباً. أراد هو الطبّ وأراد القضاء الأدب، فكتب "مشهد الأحوال" و"غابة الحق"، وكان تالياً أول منوّر عربي يصوغ نظريتي "العقد الاجتماعي" و"الحق الطبيعي" على نحو مترابط، اذ إنّ هذه الصياغة تكاد تكون مفقودة في الميراث التنويري العربي الحديث، وتبدو أهمية ذلك في أن المرّاش أعاد صياغة أهم نظرية في الثورة الفرنسية، تولّى الجناح اليعقوبي شرحها وحوّلها الى فلسفة سياسية وقد بدأ المرّاش من هذه الفلسفة ووسع أفقها، بل أعاد انتاجها بما يناسب واقعه المخصوص، تماماً كما أعاد انتاج فلسفة وإبداع الاستنارة الفرنسية التي تأثّر بأعلامها، كما تأثر بشعارات الثورة الفرنسية التي دعت الى الحرية والتآخي والمساواة.
أصدر المرّاش "غابة الحق" في 1865 وطبعها بمدينة حلب في المطبعة المارونية، لم يحدّثنا المرّاش عن الأسباب التي دفعته الى كتابة روايته الرائدة "غابة الحق"، لكن الرواية نفسها تقول لنا، على نحو ضمني ـ إن تأليفها مرتبطٌ بأمرين: أولهما وعي المدينة المحدثة الذي انطوى عليه المرّاش، خصوصاً الوعي بمدينة حلب التي تعدّدت أديانها وأجناسها، ووصلت في علاقات التحديث الى الدرجة التي تأسّست بها أنواع من الحواريات الفكرية والاجتماعية التي كانت مثابة النسغ التي استمدّت منه "غابة الحق" موضوعها الأساسي، وهو موضوع له علاقة بشعارات الثورة الفرنسية عن الحرية والتآخي والمساواة، تلك الشعارات التي ظلت تتردّد في الأفئدة منذ انفجار هذه الثورة التي بدأت بسقوط الباستيل، رمز العبودية سنة 1789. ولا يغيب ذلك كلّه عن وعي المرّاش الذي كان يحلم بعالم جديد يتنازل فيه السلطان العثماني عن رؤى العالم القديمة ليفسح السبيل الى عالم واحد تتحقّق فيه مملكة التمدّن التي عثر عليها المرّاش في "غابة الحق" التي تخيّلها على شاكلة أحلامه، وذلك هو الأمر الثاني الذي دفع المرّاش الى الكتابة، سواء من زاوية التبشير بعالم جديد، أو توجيه النقد غير المباشر الى ما هو سائد وينتمي الى العالم القديم الذي حلم المرّاش بمجاوزته والدخول الى عالم جديد.
هذا عن "غابة الحق" المشعّة.
أما نحن فباستيل مظلم.
محمود شريح

هجرة

البلاد تخلى من سكانها.هل تعود الأيام السوداء ؟يسأل الناس المنقسمون على أنفسهم وهم يعدون الثواني للمعركة الواقعة لا محالة
نبؤات وتوقعات وتنجيم وتبصير، أفعال أربعة أصبحت تختصر واقع حالنا منذ مدة
هجرة مستمرة ونزف مستمر
من بعيد يبدو لبنان وكأنه مصنع للضجيج والأجندات المخفية (هي الأخرى كالقطب المخفية)؛ والمستقبل يعدنا بالمزيد... حتى آخر لبناني مقيم في لبنان

الخميس، ١ شباط ٢٠٠٧

الهدنة الملغومة

الهدنة الملغومة،عنوان الصفحات الأولى الملغوم والملغوم أيضا. البلاد تعيش في الثلاجة. دعوات حوار أو لا حوار متكررة. الجميع يدعو الى حوار مفقود،ناقص،منقوص،ومعاق في جميع الأحوال.حوار ذهب ولم يترك عنوانا
أما الذين يودون مغادرة لبنان فحسن يفعلون....قبل أن يغلق أحدهم طريق المطار "في ليلة ما فيها ضو قمر" والسلام

خليل الخوري




العصر الجديد
الثلاثاء, 30 يناير, 2007

خليل الخوري تناساه الناس كما تناسوا سواه من السّلف الصالح. إنه الشاعر ابو الجريدة العربية الأهلية.
ولد في الشويفات عام 1836 وتلقى العلوم في مدارس زمانه ثم على أساتذة خصوصيين. قال الشعر فكان طريقه إلى أبواب الولاة، فمكنوه من إصدار أول صحيفة عربية هي "حديقة الأخبار"، ثم أحدث إلى جانبها مطبعة تطبعها سماها المطبعة السورية.
وفي خطابه "آداب العرب" الذي ألقاه أمام الجمعية السورية أشاد المعلم بطرس البستاني (في الخامس عشر من شباط 1859) بذكر خليل الخوري ودلّ على فضله الأسبق في حقليّ الصحافة والشعر.
لم يبرز الخوري في النثر لأنه لم ينصرف إليه، فهو شاعر أولاً، بل لا يعنيه إلا الشعر الذي كان سُلمه إلى المناصب، وكان أول من افرغ الشعر القديم في قالب جديد. أمدّه في ذلك خياله الخصب فخلق صوراً رائعة ثم ظلّ ذلك السراج الوهاج يرسل نوره حتى انطفأ في 1907.
في ديوانه "العصر الجديد"، قال خليل الخوري قصائد طريفة في مواضيع مستقلة، في قصيدة "زيارة الدجى" ينادي حبيبته ويظهر أن بيت هذه الفاتنة الحسناء كان على سيف البحر، فأغراها بتلك الليلة الحلوة:
فاصغي به لحنين البحر منتحباً
كأنه يشتكي بيناً يروّعه
والشط مدّ ذراعيه على ظمأ
يعانق البحر والامواج تصفعه
تلقى على صخره الفضي موجته
وتنثني بعدما بالقرب تطمعه
كغادة صادفت محبوبها فغدت
تدنو اليه دلالاً ثم تمنعه
امتدح بطرس البستاني المعلم، ديوان الخوري "العصر الجديد" كان الشعر قبل الخوري إما حكمة وإما زهداً، واكثره كان مديحاً ورثاء. لم يترك الخوري المديح لكنه كان رائد الجديد الأول في إبداعه. طرب البستاني الأول لصدور جريدة خليل الخوري "حديقة الأخبار" فقال في خطبته الشهيرة إن الجرنالات من أكبر الوسائط لتمدن الجمهور وازدياد عدد القراء إذا استعملت على حقها، ومطبعتها السورية هي أول مطبعة عربية خصت بالجرنالات وإن "اتعاب مالكها ومديرها خليل أفندي الخوري تكلل بالنجاح، وكأني به واقف على شاطئ البحر الكبير الفاصل بين العالم القديم والعالم الجديد، قيل إن المنصور عندما مات ابنه طلب من ينشده "أمن المنون وريبها تتوجع، فلم يجد في حاشيته من يعرفها فقال إن مصيبتي بابني اهون.
محمود شريح

الأحد، ٢٨ كانون الثاني ٢٠٠٧

نحن ورجال الدين

رجال الدين في كل مكان يطلقون تصريحات شي طالع شي نازل على ما فيهم يجيبوا كما نقول عادة في مرقد العنزة
وأنا دوما مندهش للقدرة الموسوعية لرجال الدين الأشاوش على التحليل السياسي والأخلاقي والديني ألخ في كل مناسبة أو زمان
وما يزيد الدهشة هي تلك المساحة المخصصة في الجرائد وبقية "مظاهر"الاعلام المرئي والمسموع في لبنان والتي تفوق المعقول والمنطق للخطب الدينية والوعظات والاستقبالات اليومية والشعبية والمؤتمرات الصحفية للسادة المطارنة والبطاركة والمفتين والمعممين وشتى أشكال السلطات الدينية وصولا الى آخر خوري رعية وشدياق وشيخ الضيعة في آخر قرية في لبنان
والويل الويل لأمة حكامها رجال دين

الخميس، ٢٥ كانون الثاني ٢٠٠٧

ناقوس الحروب الصغيرة

اللبنانيون يتجهون حتما الى أتون الحرب الأهلية. الصور التي وزعت على الإنترنت في اليومين الأخيرين هي أكبر دليل على ذلك. مرة أخرى تتسارع الأحداث من دون أي إنظار أو علم مسبق
أترى لماذا لم يتعظ مواطني مرقد العنزة من كل الحروب التي سبقت ودمرت كل شيء؟
لندمن النسيان قال اللبنانيون الميامين

الثلاثاء، ٢٣ كانون الثاني ٢٠٠٧

بين الأمير والشاعر



كان ناصيف اليازجي شاعر الأمير الثالث أو آخر شاعر "رسمي" دخل قصر الأمير بشير الشهابي، وكان أفيضهم قريحة وأنقاهم ديباجة. في عهد بشير كانت الثورات تلي الثورات والعاميات تلي العاميات، فمن عامية انطلياس الى عامية لحفد، أسكت الأمير تلك العاميات فسكنت الارض بين يديه زمناً الى كان آخر العهد، ولكل اجل كتاب، فظهرت عامية حرش بيروت وتلتها عامية سن الفيل، فأوفد الامير من استخلصهم لينصحوا الثوّار فإذا بهم يشددونهم، فوجه اليهم من بعض بني عمه فعادوا اليه حاملين خمسة شروط، فلم يقبل بها الامير وأرسل اليهم البطرك يوحنا الحاج الذي كان يومئذ كاهناً يدرس الفقه في بيت الدين على فقيه عصره الشيخ بشارة الخوري، فوجدهم قد اجمعوا أمرهم في انطلياس، فلم يصغوا له وأظهروا العصيان.
ثم ازدادت الثورة اشتعالاً، فلجأ الأمير الى البطرك الحبيشي فانتدب للمداولة معهم احد مطارينه ــ بطرس كرم ــ فسلمه الأمير بشير أحمد اللمعي، شروط الثوار وهي:
1 ــ عزل بطرس كرامة من موقعه وتعيين كاتبين من كل طائفة.
2 ــ رفع السخرة بنقل الفحم الحجري من قرنايل الى بيروت.
3 ــ ابقاء السلاح الكامل للبنانيين.
4 ــ تخفيض الاعانة.
5 ــ رفع الاحتكار عن الصابون، لأنه كانت للأمير "مصبنة" في دير القمر، وكان عماله في البلاد يعاقبون ويغرّمون من يشتري الصابون من غيرها.
لكن الرياح تجري بما لا تشتهي السفن. كان مدّ وجزر في خضم السياسة، ابراهيم باشا من جهة والدول من جهة، فجرف التيار أمير لبنان فترك عرينه صوب نهاية 1840 فغادره ومعه أولاده الثلاثة وزوجته ومدبره ومعه ماله ثم كان لانقضاء عهد الأمير، كما كان لوجوده، فضل على الادب العربي في لبنان، اذ استراح الشيخ ناصيف شاعره من مشاكل الديوان ومشاغله، فانصرف الى التأليف طابعاً على غرار القدماء، فدنا من الحريري، في مقاماته، وضارع ابن مالك في ارجوزته "نار القرى"، ولم يعف من نظمه الطب والبيان والمنطق. ولم ينس ناصيف اميره المالطي فأرسل اليه قصيدة جاء:
طال شوقي بطول هذا البعاد فترى هل لذاك من ميعاد
أيها الراحل الذي ضرب الأطناب بين القلوب والأكباد
ما سمعنا براحل أوحش الأحباب عند ارتحاله والأعادي
كانت قريحة اليازجي فوارة. أجاد المدح وتفوق على شعراء عصره بالرثاء المملوء حكمة. أما في المدح فقد شرّق وغرّب، فشعراء تلك الحقبة، وبخاصة الشدياق واليازجي، زينوا نحور الملوك والسلاطين والاباطرة بعقود شعرهم. أما الحكمة عند الشيخ ناصيف فمشي الشيوخ الاجلاء ومنها:
متى ترى الكلب في أيام دولته فاجعل لرجليك أطواقاً من الزرد
لا ترتج الخير من ذي نعمة حدثت فهو الحريص على أثوابه الجدد
ولا شرح.
محمود شريح

الأحد، ٢١ كانون الثاني ٢٠٠٧

بكرا بتشوفوا

إذاعته إذاعة تطبيل وتزمير، بياناته بيانات رقم واحد كلها شهيق وزفير، لغته لغة تهديد ووعيد: وبكرا بتشوفوا.إنه جنرال المنفى والعودة المتحالف مع مجموعة الوعد الصادق والنصر الإلهي والدمار الشامل الكامل حتى آخر لبناني....زودا عن طهران العنيدة الحصينة
رح يكون فينا نروح عالشغل يوم الإضراب؟رح يكون في حرق دواليب؟ رح يكون في تسكير طرقات؟...بكرا بتشوفوا.... يجيب الجنرال الفذ، بطل حروب التحرير والإلغاء والإلخ ، الوافد الينا بعد 16 عاما من الغربة القسرية ..."سنغف سنغف" والبادىء أظلم .و يبدو جليا ان عقلية البعث العتيد قد تسللت الى "فؤاد"وعقل الجنرال بعد سنين الإضطهاد الطويلة. فغالبا ما تمارس الضحية أساليب الجلاد (إراديا أو لاإراديا) بعد أن تتقمص شخصية هذا الأخير كليا وهذا مبدأ متعارف عليه في دراسات البسيكولوجيا التحليلية. مثال على ذلك ،الخطاب الإييديولوجي الذي يتحفنا به الجنرال والذي يقوم على منطق و مسلمات البعث الثلاث: الإستبداد والقمع والترهيب. أما النزعة الطهرانية الحادة التي يرفع راياتها الجنرال العنيد عاليا فحري به أن يسأل عنها عند لجنة التثقيف السياسي في تياره الجارف: إنما إدعاء الطهرانية هو الوجه الآخر لعملة الفساد منذ جمهورية أفلاطون وقوانين مونتسكيو وملاحظات برودون وماركس وكتابات رولز أخيرا وليس آخرا

والله ينجينا من الجنرال وطموحاته الرئاسية

السبت، ٢٠ كانون الثاني ٢٠٠٧

عن رجال الوعد الصادق

صراخ يسمع في بيروت. طبول الإعتصامات وقطع الطرقات تقرع
هم يريدون حكومة وحدة وطنية وإنتخابات مبكرة ومحكمة دولية ولائحة المطالب تطول
هم يخيمون في الداون التاون ويأرغلون (يدخنون الأراغيل) ويردونكم الى صوابكم الأخلاقي (أو ألاأخلاقي) حين تدعو الحاجة
فهم نهضة القيم وبهم يصان البيت والعرض وبأقدامهم يتشرف الشرف
على رصيف الحزن تقف الأكثرية الصامتة، المكمومة الأفواه من اللبنانيين وقد أعياها التعب والغثيان
فمتى تأتي الساعة لكي ترحلوا عنهم؟

الأربعاء، ١٧ كانون الثاني ٢٠٠٧

لبنان من بعيد

يبدو جليا الآن أن سلطة الوصاية والعقلية التي نتجت عنها والتي تعشش فيما بيننا قد سحقتا قدرة المرء في مجتمعنا على التفكير الحر أو استعمال العقل حتى في أبسط الأمور اليومية. فكيف يستطيع اللبنانيون المقيمون مضغ وهضم كل هذه الترهات والقاذورات التي يتفوه بها يوميا حضرات الساسة المبجلين من على المنبر وأمام شاشات التلفزة؟
هذا ناهيك عن المشاكل الأقتصادية و تعقيدات المجتمع القبلي والطائفي والتي هي عقيمة أصلا

أما صانعو النصر الإلهي، فهم يخيمون ويستجممون في وسط البلد محتفلين بسقوط "حالوتس" بالمفرقعات النارية

الثلاثاء، ١٦ كانون الثاني ٢٠٠٧



الصندوق في اسطمبول... والمفتاح في لندره
الثلاثاء, 16 يناير, 2007

في العام 1813 دخل نقولا الترك على اميره بشير الشهابي مقدماً له المعلم بطرس كرامه، فعهد إليه الأمير في تعليم ولده امين. وبعد فترة قصيرة اضحى هذا المعلم شاعر الأمير ثم صار كاتباً للشؤون الخارجية، لإجادته التركية، ثم امسى مدبر الأمير وقهرمانه، يستسفره إلى الأبواب العالية في الخطوب الجسام، ويدبر مالية الإمارة، وهكذا امست شؤون لبنان كلها في يده، وظل كذلك حتى مغيب الشهاب عن سماء لبنان فرافقه شاعره ومدبره إلى منفاه في الآستانة. كان هم بطرس كرامه ان يظل خاطر المير صافياً، والأمير يرضيه الثناء ويعجبه، فلم يدع شاعره فرصة تمر حتى قال فيها شعراً.
فكل ما يحدث في البلاط وفي ساحة الوغى، وفي الصيد، وفي ساعات الفراغ، يستحق عنده التسجيل شعراً. ولما دار الفلك وانتقل الأمير الى مالطا ارسله مولاه الى اسطمبول رائداً فكتب إليه كلمته المشهورة: "الصندوق في اسطمبول والمفتاح في لندره، ثم رغبه في الإقامة بها، فجاءها الأمير وقضى فيها اعواماً سكت خلالها طبل المديح ومزماره. تحول عنه شاعره إلى مدح وزراء الدولة العليّة وصدورها العظام ولم نسمع صوته إلا حين ارّخ ضريح مولاه المتوفى عام 1850:
قد كان صاحب هذا اللحد ذا شرف مدى الزمان رفيع غير منخفض
لاقى المنيّة في التسعين متشحاً برد الفضائل في عمد وفي عرض
اولت ولايته لبنان طيب ثنا وشاد بالعدل فيه كل منتقض
فهو الامير الشهابي البشير ومن غير العلى لم يكن يرتاد عن غرض
قضى فأظلمت الدنيا مؤرخة اما البشير شهاب في الجنان يضي
ولما كان بطرس رئيس ديوان الأمير وجب علينا ان نعرّف القارئ بنثره الديواني ولكن ذلك النثر كان يكتب للبشر على مقدار أفهامهم، ولهذا لا يُعوّل إلا على بعض رسائل اخوانية. كتب كرامه يجيب الشاعر الناثر فتح الله الطرابلسي: غير انه لما عاندني الدهر برؤياكم
واعدني وانتحل مذهب عرقوب بلقياكم
ونأت افعال المقاربة وتدانت المعمولات
بعوامل عطف الفوائد عليكم عطف نسق
المحتاج اليه. وانتصب القلب بالاختصاص
لحبكم وجزم الا يحله غيركم
واعدني وانتحل مذهب عرقوب بلقياكم
ونأت افعال المقاربة وتدانت المعمولات
بعوامل عطف الفوائد عليكم عطف نسق
المحتاج اليه. وانتصب القلب بالاختصاص
لحبكم وجزم الا يحله غيركم
ولم يهمل كرامه موشحات وتشطيرات وتخميسات وبديعيات. وهكذا خاض غبار كل ما سبقه إليه إمامه صفي الدين الحليّ ومن جاء بعده من شعراء عصر الإنحطاط. اما انحطاطنا فلا سابقة له.
محمود شريح

جمهورية الطوائف

جمهورية الطوائف في أوج غبائها الفكري
تظاهرات مؤيدة وأخرى معارضة
مؤسسات عامة و رسمية ووطنية معطلة وغائبة عن السمع
فساد مستشري وفضائح وتعاسة
والآتي ،على الأرجح، أعظم